جحت السلطات الصحية في موريتانيا، بدعم من منظمة الصحة العالمية وشركائها، في احتواء تفشٍ لمرض الدفتيريا اكتُشف مطلع عام 2024 في مخيم مبيرا للاجئين، حيث يقيم آلاف النازحين الماليين.

فور تأكيد الحالات الأولى مخبريًا، أطلقت وزارة الصحة حملة استجابة عاجلة شملت التطعيم الجماعي، وتوفير إمدادات طبية طارئة، ونشر فرق خبراء لمساندة الطواقم المحلية. وفي غضون 72 ساعة فقط من تسجيل أولى الإصابات، بدأت عمليات التعبئة على نطاق واسع.

بين يوليو وسبتمبر 2024، سُجّلت عشر إصابات بالدفتيريا، بينها حالتا وفاة، معظمها بين أطفال غير مطعمين. لكن التدخل السريع مكّن من السيطرة على الوضع في غضون أسابيع، ومنع تسجيل وفيات إضافية أو انتشار المرض خارج البؤرة الأولى.

وشمل التدخل تطعيم أكثر من ألف شخص، من ضمنهم العاملون الصحيون في المخيم، إلى جانب تسليم طنين من مضادات السموم والمضادات الحيوية ومعدات الوقاية. كما جرى تدريب متطوعين محليين على التعرف على أعراض المرض وعزل الحالات، في وقت لعبت فيه الحملات التوعوية عبر الإذاعة المحلية والملصقات ومكبرات الصوت دورًا مهمًا في تشجيع الإبلاغ المبكر.

الدكتورة شارلوت فاتي ندياي، ممثلة منظمة الصحة العالمية في موريتانيا، وصفت التجربة بأنها “نموذج لما يمكن أن تحققه الشراكة والعمل المبكر في إنقاذ الأرواح، خصوصًا في سياق إنساني هش مثل مبيرا”.

وبين يوليو 2024 ومايو 2025، وسّعت السلطات الصحية حملات الوقاية لتشمل أكثر من 2300 وافد جديد إلى المخيم، بهدف تعزيز الحماية المجتمعية وتقليل مخاطر عودة المرض.