
أكمل صيف 2025 وسوق انتقالات الهلال السعودي، صدمة جماهيره، بعد موسم مُحبط، ليصطدم الزعيم بإحباط من نوع آخر، يتمثل في تعثر أكثر من صفقة، كان يعول عليها الفريق قبل انطلاق مشواره بكأس العالم للأندية.
ويتأهب الهلال لافتتاح مشواره بالمونديال، عندما يلاقي ريال مدريد ضمن المجموعة الثامنة التي تضم أيضًا كل من باتشوكا المكسيكي وريد بول سالزبورج النمساوي.
وباستثناء نجاح الهلال في ملف المدرب، بتعاقده مع الإيطالي سيموني إنزاجي، فإن صفقات اللاعبين اصطدمت بحاجز الفشل والتعثر في المفاوضات، رغم أن الزعيم لم يرفع راية الاستسلام حتى الآن.
وركز الهلال على 3 لاعبين رئيسيين سعى للتعاقد معهم هذا الصيف، لكن في كل مرة يصطدم بالتعثر في المفاوضات، بداية من البرتغالي برونو فيرنانديز لاعب مانشستر يونايتد، ثم الفرنسي ثيو هيرنانديز مدافع ميلان، وأخيرا النيجيري فيكتور أوسيمين مهاجم نابولي.
خيارات صعبة
ركز الهلال على تدعيم كافة الخطوط وأغلب الاحتياجات والنواقص للفريق هذا الصيف، لكن التركيز كان ينصب على أسماء قد تصنع الفارق في المونديال، على أن يكمل الزعيم تدعيماته فيما بعد كأس العالم للأندية.
وربما كانت الصدمات متوقعة بالنسبة للهلال، فيما يخص مفاوضاته مع الثلاثي السابق ذكره، لأكثر من سبب، لكن هناك سمة مشتركة تربط هؤلاء اللاعبين الثلاثة، وهي الرغبة في الاستمرار بالملاعب الأوروبية.
برونو سبق أن ارتبط اسمه بالانتقال للدوري السعودي الموسم الماضي، عن طريق النصر الذي يضم مواطنيه كريستيانو رونالدو وأوتافيو مونتيرو.
وبالرغم من طول أمد المفاوضات في ذلك الوقت، لكنها لم تسفر عن أي جديد، ليتبين أن برونو لن يترك اليونايتد، على الرغم من الوضعية الصعبة للفريق الإنجليزي.
وازداد ارتباط برونو بفريقه المانيو مع قدوم المدرب البرتغالي روبن أموريم، الذي يعتبر اللاعب، قطعة مهمة من مكونات الفريق، يمكن أن يبني عليها خطة إصلاح الموسم الجديد.
ورغم العرض الهلالي المُغري، الذي ناهز 100 مليون يورو، لكن بحسب تقارير عالمية، فقد اختبار برونو، البقاء مع اليونايتد، ليوجه صدمة للعملاق السعودي.
تردد ثيو هيرنانديز
أما ثيو هيرنانديز، والذي كان مرشحا بقوة أيضا لتمثيل الزعيم، لا يزال مترددا بشأن قبول العرض السعودي، لا سيما وأن اللاعب لديه رغبة كبيرة في العودة لفريقه السابق أتلتيكو مدريد.
مدافع ميلان، صاحب 27 عامًا، لا يبدو عازمًا على الاستمرار مع الفريق، الذي احتل المركز الثامن في الدوري الإيطالي، ومن ثم فإن عودته إلى الأتلتي، تضمن له مشاركة أوروبية وظهور مميز، قد يضمن له الحفاظ على موقعه في منتخب فرنسا قبل مونديال 2026.
ويبدو اختيار الهلال لصفقة ثيو، غريباً، إذ أن البرازيلي رينان لودي الظهير الأيسر الحالي، يعيش فترة من التألق مع الفريق بعد بداية مُحبطة، ومن ثم لا يمثل هذا المركز ضغطا كبيرا على الإدارة لضم لاعب آخر، ربما فقط يكون رحيل البديل ياسر الشهراني صوب القادسية قد يجعل الإدارة تبحث عن ظهير جديد يتبادل المشاركة مع لودي.
صعوبة صفقة أوسيمين
أما المفاوضات الأصعب فتتمثل في صفقة أوسمين، المهاجم النيجيري الذي يعد محور أحداث كل ميركاتو، حيث يرغب الهلال في تدعيم صفوفه بنجم كبير، وليس هناك أفضل من هداف يعرف طريق الشباك جيدا.
لكن تاريخ انتقالات أوسيمين، عادة ما يرتبط بالجدل، فقد رحل عن نابولي الصيف الماضي معارا إلى جالطة سراي بعد خلافات مع الإدارة، حيث كان قريبا من تشيلسي، مع رغبة اللاعب في عدم تمثيل النادي الإيطالي من جديد، لينتهي الأمر بإعارته إلى الدوري التركي.
وتزداد صعوبة صفقة أوسيمين، في ظل ميل اللاعب للبقاء في أوروبا، وهي النصيحة التي وجهها له أيضًا مواطنه جون ميكيل أوبي، محذرًا إياه من الانتقال للدوري السعودي في هذه المرحلة من رحلته الاحترافية.
وبالتأكيد خيارات الهلال التعاقدية جيدة، لكن القاسم المشترك بينها هو عدم وجود رغبة قوية في الانضمام للمشروع السعودي بالوقت الحالي، والسعي للاستمرار في أوروبا، مما يفرض ضرورة التحول لبدائل أخرى تكون أكثر مرونة في المفاوضات.